
تلعب وحدات الجراحة الكهربائية التي تعمل بترددات عالية دورًا حيويًا في أنواع متعددة من العمليات الجراحية اليوم. وعند إجراء عمليات المنظار، توفر هذه الأجهزة دقة ملحوظة تمكن الجراحين من إغلاق الأوعية الدموية وقطع الأنسجة باستخدام شقوق صغيرة جدًا فقط. تشير الدراسات إلى أن هذا الأسلوب يمكنه تقليل فقدان الدم بنسبة تقارب 40 بالمئة بالمقارنة مع التقنيات اليدوية التقليدية وفقًا لنتائج حديثة نُشرت في مجلة Frontiers in Robotics and AI. وفي الحالات الجراحية المفتوحة، يساعد الحرارة المنضبطة الناتجة عن هذه الأجهزة في إيقاف النزيف بسرعة خلال إجراءات معقدة مثل استئصال الأورام أو إصلاح الإصابات الصدمية. ما يجعل هذه الأدوات ذات قيمة كبيرة هو وظيفتها المزدوجة التي تسمح بالتبديل السلس بين وضعية القطع ووضعية التخثر. ويُفسر هذا السبب لماذا أكثر من ثلاثة أرباع العمليات الجراحية البطنية تستخدم الآن أساليب طفيفة التوغل، على الرغم من التحدي المتمثل في الحفاظ على الفعالية الكاملة من خلال نقاط الدخول الأصغر بكثير إلى الجسم.
تُعد الجراحة الكهربائية أحادية القطب الخيار المفضل عادةً للإجراءات الجراحية المفتوحة، لأنها تحتاج إلى وسادة توزيع منفصلة يتم وضعها في مكان ما على جسم المريض لإكمال الدائرة الكهربائية. أما الأجهزة ثنائية القطب فتعمل بشكل مختلف، حيث تحصر تدفق التيار الكهربائي بالكامل بين الطرفين الصغيرين الموجودين في نهاية الأداة فقط. وهذا يجعلها أكثر أمانًا بكثير عند العمل داخل المساحات الضيقة أثناء العمليات الجراحية البسيطة مثل تنظير البطن أو تنظير المفاصل، وخاصة بالقرب من الأعصاب والشرايين الهامة. ووفقًا لبحث حديث نُشر العام الماضي في مجلة الابتكار الجراحي، فإن هذه الأدوات الثنائية القطب تقلل من الحروق العرضية في المناطق المعقدة مثل المنطقة الحوضية بنسبة تقارب 60 بالمئة. ويُفضّل معظم الجراحين التبديل المتكرر بين الوضع أحادي القطب وثنائي القطب حسب نوع النسيج الذي يقومون بقطعه، ودرجة وضوح الرؤية لديهم، ومستوى تعقيد الإجراء الفعلي. فالسلامة تأتي دائمًا في المقام الأول، ولكن تحقيق نتائج جيدة يُعد أيضًا أمرًا مهمًا.
تضم وحدات الجراحة الكهربائية عالية التردد الحديثة إجراءات أمان متقدمة تقلل من المضاعفات بشكل كبير دون التأثير على الأداء. وفقًا لمراجعة نُشرت في عام 2023 في الابتكار الجراحي يؤدي الالتزام ببروتوكولات السلامة المتكاملة إلى خفض معدلات الإصابات الحرارية بنسبة 42٪ مقارنةً بالنظم القديمة.
إن وضع القطب المبعثر بشكل صحيح أمر بالغ الأهمية — إذ تمثل الوضعية غير السليمة 68% من حالات الحروق الناتجة عن الجراحة الكهربائية (إرشادات AORN 2024). وتتضمن أنظمة التأريض الحديثة مراقبةً فورية لمستوى التلامس، وتُصدر تنبيهًا لفريق الجراحة عند تجاوز المعاوقة العتبة الآمنة البالغة 75 أوم/سم²، مما يضمن توزيعًا منتظمًا للتيار ويقلل من خطر إصابة الجلد.
تستخدم المولدات الحديثة خوارزميات تنبؤية لضبط إخراج الطاقة ديناميكيًا استجابةً للتغيرات في مقاومة الأنسجة. وتمنع هذه الأنظمة 85% من حروق القوس الكهربائي العرضية من خلال كبح قفزات الجهد التي قد تحدث أثناء تحرك الأداة، وفقًا لأبحاث الاتحاد الدولي للسلامة في الجراحة الكهربائية.
تأتي طرازات الجيل الرابع مجهزة بدائرتين أمان مزدوجتين تتحققان من بعضهما البعض 120 مرة في كل ثانية. وإذا كان هناك فرق يزيد عن 50 ملي أمبير بين التيار الخارج والراجع عبر النظام، فإنها تتوقف تلقائيًا في أقل من عُشر ثانية. وهذا أسرع بنحو 15 مرة من رد فعل معظم الأشخاص. ومنذ أن بدأت هذه التحسينات في الاستخدام الواسع حوالي عام 2020، سجّلت المستشفيات انخفاضًا يقارب 93 بالمئة في الإصابات الناتجة عن تلك الأقطاب الخاصة أثناء عمليات الجراحة بالمنظار، وفقًا للبحث المنشور في مجلة الجراحة قليلة التوغل لعام الماضي.